تعرف على أبرز أسباب نوبات الصرع عند الأطفال والبالغين، العوامل الوراثية والمحفزات البيئية، وكيفية الوقاية منها لتقليل تكرار النوبات.

أسباب نوبات الصرع: أهم المحفزات وطرق الوقاية
يُعد الصرع من الاضطرابات العصبية المزمنة التي تؤثر على نشاط الدماغ وتؤدي إلى حدوث نوبات متكررة من التشنجات أو فقدان الوعي. تختلف أسباب نوبات الصرع من شخص لآخر، وقد ترتبط بعوامل وراثية، إصابات دماغية، أو مؤثرات بيئية. فهم هذه الأسباب يُساعد في التشخيص الصحيح ووضع خطة علاجية فعالة تقلل من تكرار النوبات وتحسن جودة حياة المريض.
ما هي نوبات الصرع؟
نوبة الصرع هي نشاط كهربائي غير طبيعي في الدماغ يؤدي إلى تغيرات مؤقتة في الحركة، السلوك، أو الوعي. قد تستمر النوبة لبضع ثوانٍ أو عدة دقائق، وتتكرر على فترات متفاوتة.
أسباب نوبات الصرع عند الأطفال
-
العوامل الوراثية: تلعب الجينات دورًا مهمًا في بعض أنواع الصرع، حيث يُلاحظ انتشاره في العائلات.
-
مشكلات أثناء الولادة: مثل نقص الأكسجين أو إصابات الدماغ عند الولادة.
-
ارتفاع الحرارة الشديد (التشنجات الحرارية): يُعد من أكثر مسببات النوبات في السنوات الأولى.
يجب علاج الطفل في بداية مراحل الصرع حتى لا تتفاقم الأعراض ويحدث مضاعفات الصرع، ويتم العلاج من خلال بعض الأدوية التي يصفها طبيب الأعصاب التي تخفف من كهرباء المخ لدى الأطفال كل حسب عمره ووزنه.
أسباب نوبات الصرع عند البالغين
-
إصابات الرأس: حوادث السير أو الإصابات المباشرة قد تسبب ندبات في أنسجة الدماغ تؤدي لاحقًا إلى الصرع.
-
السكتات الدماغية: من أبرز العوامل خصوصًا لدى كبار السن.
-
الأورام الدماغية: الضغط غير الطبيعي على خلايا الدماغ قد يسبب نشاطًا كهربائيًا غير منتظم.
-
الأمراض العصبية التنكسية: مثل الزهايمر أو مرض باركنسون.
أسباب الصرع عند الشباب
تتباين أسباب نوبات الصرع في عمر المراهقة والشباب عن الأطفال وكبار السن، ومن أبرزها:
-
العوامل الوراثية/متلازمات الصرع الموروثة: مثل بعض أشكال الصرع المعمّم (مثال: الصرع الرمعي الشبابي).
-
إصابات الرأس والرياضيّات وحوادث المرور: تترك ندبات قشرية قد تصبح بؤرة نوبية.
-
العدوى والتهاب الدماغ/السحايا: خاصة إن تأخّر العلاج.
-
التشوّهات البنيوية الطفيفة القشرية (قد تُكتشف بالتصوير بالرنين المغناطيسي المتقدّم).
-
الأورام الدماغية الحميدة/الخبيثة (أقل شيوعًا لكنها مهمّة تشخيصيًا).
-
الحرمان من النوم، المنبّهات، الكحول والمخدرات (محفزات رئيسية في هذا العمر).
-
الاضطرابات الأيضية ونقص الفيتامينات (مثل نقص سكر الدم الشديد، اضطرابات الصوديوم/الكالسيوم).
التقييم يشمل القصة المرضية، الفحص العصبي، EEG، والتصوير (MRI)، وأحيانًا تحاليل وراثية للوصول إلى سبب دقيق يوجّه العلاج.
أشياء تزيد نوبات الصرع
تتداخل محفزات النوبات مع أسباب نوبات الصرع الوظيفية، ومن الأكثر شيوعًا:
-
السهر وقلة النوم أو تغيّر نمط النوم.
-
نسيان جرعات الدواء أو إيقافه فجأة.
-
التوتر والضغوط النفسية والقلق المزمن.
-
الكحول والمخدرات وبعض الأدوية المنبّهة أو المضادّة للاكتئاب دون إشراف.
-
الحمّى والالتهابات، خصوصًا عند الأطفال.
-
الوميض الضوئي والألعاب/الشاشات لدى المصابين بالحساسية الضوئية.
-
الجفاف ونقص السكر والصوم غير المنضبط.
-
الدورة الشهرية والتبدّلات الهرمونية لدى بعض النساء.
نصيحة عملية: اكتشاف المحفزات الشخصية يتم أفضل عبر مذكّرة نوبات تسجّل فيها النوم، الطعام، الضغط النفسي، الأدوية، والأنشطة قبل كل نوبة.
هل هناك نوبات صرع بلا سبب واضح؟
في بعض الحالات، لا يتمكن الأطباء من تحديد سبب محدد للنوبات، ويُطلق عليها الصرع مجهول السبب. يُعتقد أن العوامل الجينية تلعب دورًا كبيرًا في هذه الحالة.
طرق الوقاية وتقليل خطر النوبات
-
الالتزام بأدوية الصرع التي يصفها الطبيب.
-
الحفاظ على نمط حياة صحي يشمل النوم الكافي والتغذية المتوازنة.
-
تجنب المنبهات المعروفة لدى المريض (مثل قلة النوم أو التوتر).
-
مراجعة الطبيب بانتظام لمتابعة الحالة وضبط العلاج.
علامات الشفاء من الصرع
-
الهدأة (Remission): يُستخدم مصطلح “الشفاء” بحذر طبيًا؛ والأدقّ القول هدأة الصرع عند مرور فترة طويلة بلا نوبات. كثير من الأطباء يفكّرون في تقليل الأدوية تدريجيًا بعد سنتين إلى خمس سنوات من انقطاع النوبات واستقرار الحالة، مع متابعة تخطيط الدماغ حسب الحاجة.
-
استقرار تخطيط الدماغ (EEG): قد يتحسّن أو يعود طبيعيًا، لكنه ليس وحده معيار الحكم على الشفاء.
-
غياب المحفزات: القدرة على العيش اليومي دون أن تستثير العوامل المعروفة نوبات جديدة مؤشر إيجابي.
-
العودة للنشاط المعتاد: انتظام النوم، الدراسة/العمل، والقيادة (وفق القوانين المحلية) بدون نوبات.
-
فهم أسباب نوبات الصرع والتحكم بالمحفزات يعزّز فرص الهدأة ويقلّل الانتكاس عند إيقاف الدواء بإشراف طبي.

أعراض الصرع البسيط (نوبات بؤرية مع وعي محفوظ)
يُسمّى سابقًا “النوبة الجزئية البسيطة”؛ فيها يبقى الوعي حاضرًا، وتظهر واحد أو أكثر من الآتي:
-
أعراض حركية: رَجَفان أو تشنّج محدود في يد/وجه، انقباضات متكرّرة.
-
أعراض حسّية: وخز، خدر، طنين، ومضات ضوئية.
-
أعراض ذاتية/نباتية: خفقان، غثيان، إحساس بحرارة أو برودة مفاجئة.
-
أعراض نفسية/إدراكية: شعور بالرهبة، ديجا فو (إحساس بالألفة)، أو تغيّر مفاجئ في الروائح/الطعم.
-
الهالة (Aura): تُعدّ طبيًا بداية النوبة البؤرية نفسها وقد تسبق انتشارها.
فهم هذه العلامات يوجّه الطبيب إلى البؤرة الدماغية ويُسهم في تحديد أسباب نوبات الصرع ومساره.
أعراض ما قبل نوبة الصرع (الإنذار أو البادرة)
-
بادرة طويلة (Prodrome): ساعات إلى أيام قبل النوبة؛ تغيّر المزاج، صداع، تهيّج، صعوبة تركيز، اضطراب نوم.
-
الهالة (Aura): ثوانٍ إلى دقائق قبل النوبة أو كبدايتها، مثل: إحساس يصعد من أعلى البطن إلى الحلق، روائح متخيّلة، تشوّش بصري.
-
أهمية التمييز: البادرة تساعد على التخطيط الوقائي (راحة، مكان آمن، إخبار من حولك)، بينما الهالة قد تُعطي ثوانٍ لاتخاذ وضعية آمنة.
تتبّع البوادر يقلّل المخاطر، خصوصًا حين تتداخل مع أسباب نوبات الصرع كالسهر أو التوتر.
سلوكيات مريض الصرع
-
التزام صارم بالدواء، استخدام منبّه/صندوق جرعات.
-
نوم كافٍ منتظم، ونشاط بدني معتدل، وغذاء متوازن.

-
تقليل التوتر: تنفّس عميق، صلاة/تأمّل، علاج سلوكي عند الحاجة.
-
تجنّب الكحول والمخدرات ومحفزاتك الشخصية.
السلامة:
-
الاستحمام بالدُّش بدل البانيو، عدم السباحة منفردًا، الحذر من المرتفعات والنيران.
-
اتّبع قوانين القيادة المحليّة المتعلقة بفترة الخلو من النوبات.
-
سوار أو بطاقة تعريف طبية.
أثناء النوبة (للمحيطين):
-
وضع المريض على جانبه، إبعاد الأجسام الحادّة، حساب مدة النوبة.
-
عدم إدخال شيء في الفم، وعدم تقييد الحركة.
-
اتّصل بالإسعاف إذا تجاوزت النوبة 5 دقائق، أو تكرّرت دون استعادة وعي، أو كانت أول نوبة.
تطبيق هذه السلوكيات مع معالجة أسباب نوبات الصرع يرفع فرص السيطرة والهدأة.
هل مريض الصرع يعيش طويلاً؟
-
في معظم الحالات، نعم. مع التشخيص الصحيح والالتزام بالعلاج، تكون متوسطات العمر قريبة من الطبيعي.
-
عوامل تحسّن المآل: السيطرة على النوبات، معالجة أسباب نوبات الصرع القابلة للعلاج (مثل الالتهابات أو الشذوذات البنيوية)، والالتزام بالنوم والدواء.
-
مخاطر خاصة: الإصابات أثناء النوبة، ونادرًا الموت المفاجئ المرتبط بالصرع (SUDEP). تقليل المخاطر يكون بالالتزام الدوائي، النوم الكافي، تجنّب المحفزات، والمراجعة الدورية.
الصرع الكاذب (نوبات غير صرعية نفسية المنشأ – PNES)
-
ما هو؟ نوبات تشبه الصرع ظاهريًا لكنها ليست نتيجة تفريغ كهربائي دماغي، وغالبًا ترتبط بعوامل نفسية (صدمات، قلق، اضطرابات تحويلية).
-
التشخيص: التاريخ المرضي الدقيق، فحص عصبي/نفسي، وأحيانًا تخطيط فيديو-EEG للتفريق عن الصرع الحقيقي.
-
العلاج: العلاج النفسي (مثل العلاج المعرفي السلوكي)، إدارة التوتر، ومعالجة الاضطرابات المصاحبة.
-
لماذا يهم؟ لأن الخلط بينه وبين الصرع يؤدي إلى أدوية غير لازمة. فهم الفارق يسهم في تحديد أسباب نوبات الصرع الحقيقية إن وُجدت، ووضع خطة علاج مناسبة.
تنبيه طبي مهم: المعلومات الواردة في هذا المقال هي فقط للتثقيف ولا تغني عن مراجعة طبيب الأعصاب، خاصةً عند ظهور نوبة أولى، تغيّر نمط النوبات، أو التفكير في إيقاف العلاج.
تعرف بالتفصيل على أفضل طرق علاج الصرع من هنا
المصادر: أسباب نوبات الصرع
اقرأ في تاج الصحة عن: أفضل وقت لأخذ دواء الغدة الدرقية: الدليل الطبي لتحسين فعالية العلاج